روائع مختارة | واحة الأسرة | فقه الأسرة | عضل الفتيات ظلم عظيم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > فقه الأسرة > عضل الفتيات ظلم عظيم


  عضل الفتيات ظلم عظيم
     عدد مرات المشاهدة: 3266        عدد مرات الإرسال: 0

من الملاحظات المهمة التي يجب الوقوف عندها ظاهرة عضل الفتاة واجبارها على الزواج من داخل القبيلة.

والذي دعاني لمناقشة هذه الظاهرة رسالة لإحدى الفتيات التي تجاوز عمرها الخامسة والأربعين أو أكثر بعد ان إشتعل الرأس شيبا ووهن العظم منها واصبحت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها في هذه الحياة الفانية.

ومن ما ذكرته في رسالتها: انها الإبنة الصغرى وان شقيقتها الكبرى قد إنتقلت الى رحمة الله قبل سنوات ولازالت بكراً لم تتزوج بحجة منع ولي أمرنا لنا بالزواج الا من إبناء القبيلة شئنا أم أبينا.. وتضيف قائلة: كم أتمنى ان اجد من يقوم بشراء متطلباتي الضرورية أو السؤال عني الى غير ذلك.

وتقول: تصور إنني أعيش كحائط من حيطان المنزل مع الفارق الكبير بيني وبين ذلك الحائط، فالحائط يعتنى به وتتجدد ألوانه وتزين.. أما انا وأمثالي فكلما كبرنا في السن زادت آلامنا وامراضنا وشحبت جلودنا، فهل يعقل ذلك؟!.

ألا يخاف الله هؤلاء أولياء امورنا من آباء واخوة وأقارب؟!.

وبعد هذه السطور أقول أين نحن من قول سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير» رواه الترمذي وغيره.

ـ أحبتي ـ

هذه معاناة أخت كريمة بل أجزم بإنها معاناة الكثير من الإخوات مع الأسف الشديد.

فقد يتوقع البعض ان موضوع إجبار الفتاة على الزواج من إبناء العم أو الخال إو من ابناء القبيلة نفسها عادة صارت من مخلفات الماضي ولكن الواقع يثبت خلاف ذلك وها هو المآل قد قرأتموه في السطور السابقة.. فهذه العادة موجودة بين ظهرانينا ومتغلغلة في أذهان اولياء الامور بكل اسف.. فإما الزواج من الأقارب أو اذا تكرموا عليهن فيسمحون لهن بالزواج من ابناء القبيلة أما الزواج من خارج القبيلة فهذا من سابع المستحيلات.. ومن خلال ذلك نرى أن هذا التصرف يعد من باب عضل الفتاة.. مما يجعل هؤلاء الفتيات حبيسات أربعة جدران والمشكى على الله.

فنحن نرى أن كثيراً من المجتمعات التي تعاني من ذلك تعود لعادات موروثة نتيجة تعصب البعض لأسباب واهية وعادات بالية لم ينزل الله بها من سلطان تكون ضحيتها الفتاة المسكينة التي لم يعد لها في العمر بقية والتي كانت تنتظر فارس احلامها بكل لهفة وشوق ثم لا تلبث ان تجد الرفض من ولي امرها على الرغم من كثرة خطابها الذين يطرقون الباب صباحاً ومساء فمتى ما وجدوا الصد ويئسوا من كثرة الرد تركوها وبحثوا عن فتاة اخرى وهكذا تبقى هذه الفتاة من الفتيات العوانس.

والسؤال الذي أود طرحه هنا اين هؤلاء اولياء الامور من الشرع الحكيم والتوجيه النبوي الكريم الذي يحرص كل الحرص على كرامة المرأة وصيانتها وعفتها وإعطائها حقها كاملاً غير منقوص في هذه الحياة؟! واين ابوتهم وحنانهم على فلذات أكبادهم؟، وكيف يمنع الفتاة من متعة الحياة التي اباحها الله لها بسبب تحكم الولي وتعصبه لقبيلته.. ان هناك الكثير من فتيات المجتمع يعانين من ذلك ويقاسين اصناف العذاب والوحدة والالم بسبب هذا الحرمان الذي تسبب في عزوف الشباب عنهن.

كما ان من صور الظلم -أحبتي- ان يسارع الولي بتزويج وليته لأول خاطب دون ان يتأكد من خلقه ودينه وهمه الاول والاخير حسبه ونسبه وماله، وفي نهاية الامر تعود الى بيت اهلها بورقة طالق ذليلة منكسرة مصابة بكل أنواع الاحباط او تكون معلقة مدى الحياة.

ولهذا فعلى وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وعلى علمائنا ومشائخنا وكتابنا ان يكثفوا من حثهم بالنصح والارشاد والتوجيه والتوعية لمثل هذه المشاكل والقضايا التي يكون اثرها سلبياً على المجتمع.

وأود أن أقول لكافة أولياء الامور إتقوا الله جل وعلا في من تحت أنظاركم وأيديكم وبادروا بتزويج بناتكم أو ممن تحت أيديكم ممن ترضون دينهم وخلقهم، وتأكدوا بأن عضل الفتيات لأي سبب كان يُعد ظلماً عظيماً وقد قال جل من قائل في كتابه الكريم: {وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات:13].

فكيف يرفض هؤلاء تزويج بناتهم بينما يحللون لابنائهم وانفسهم الزواج من اي قبيلة كانت فهل هذا هو العدل والمساواة، ألم يتذكروا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

والله اسأل للجميع التوفيق والسداد.

همســـة:

ظلم الأقارب أشد وقعاً من السيف وما من ظالم إلا سيبتلى بظالم.

بقلم: أحمد عامر سعد.

المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.